الجمعة، 16 يناير 2009

الأسد إسرائيل: العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم

من
قال الرئيس بشار الأسد إن القمة العربية الطارئة في الدوحة "عقدت بصعوبة, وكان الأمل ألا يتخلف عنها أحد", مشيرا إلى أن هذه القمة "تأتي لتعبر لشعوبنا والعالم أننا مع أنفسنا وليس مع أعدائنا".
وأضاف الأسد في كلمة خلال افتتاح القمة أن مصير غزة مصيرنا جميعا وحري بنا أن نأخذ قرارات تحث أفعالا", مشيرا إلى أن هذه القمة يجب أن تبحث "كيفية الرد المناسب على جرائم الاحتلال".
وانتقد الأسد التأخير في عقد قمة الدوحة, وتساءل "هل يمكن أن نكون على صواب عندما تكون قراءاتنا وتقديراتنا في واد, ومشاعر شعوبنا في واد آخر؟", في إشارة إلى المظاهرات في مختلف الدول العربية والعالم تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة والمطالبة بموقف عربي حاسم ضده.
وتأتي هذه القمة بعد 21 يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أدى إلى استشهاد 1133 فلسطينيا و5200 جريحا.
وعارضت مصر والسعودية انعقاد هذه القمة, كما انسحبت منها عدة دول عربية بعد أن وافقت على حضورها.
وقال الأسد إن "ما يحصل في غزة ليس ردا على صواريخ بل هو حلقة في سلسلة طويلة وصولا إلى فلسطين أرضا بلا شعب".
وأضاف "كنا نحذر في قمم سابقة من الاقتراب من دائرة الخطر, أما اليوم فالمحرقة لم تبدأ فحسب, بل هي في طريقها للانتقال إلى المراحل التالية والتي ستشملنا جميعا كعرب إن لم نخمدها الآن".
وتابع أن "مؤتمرنا اليوم يهدف للوقوف إلى جانب غزة وليس البحث عن تسويات على حسابها بهدف إرضاء إسرائيل أو من يقف معها".
وتحاول مصر التوسط في تسوية مع إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة بالتنسيق مع فرنسا والولايات المتحدة.
وأشار الأسد إلى أهمية المقاومة من أجل انتزاع الأرض وقال " ليس من عادة السارق أن يعيد الحقوق طوعا, وهذا هو جوهر المقاومة والتي أصبحت هي الطريق إلى السلام", معتبرا أن "عملية السلام كانت مجرد محاولات لم تتطور لتصبح عملية سلام حقيقية".
وأضاف أن "السلام بدون مقاومة مع عدو غاشم مجرم سوف يؤدي حتما إلى الاستسلام, لذا كيف يمكن لمن يريد السلام ألا يدعم المقاومة", مضيفا أن "سلام الأقوياء لا يعطى للضعفاء, وسلام الشجعان لا يمنح للجبناء".
ورأى أن "السلام الكبير يبدأ اليوم من غزة بوقف العدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفع الحصار الظالم الذي يعتبر بمثابة حرب غير عسكرية".
وقال الأسد إن "علينا كدول عربية القيام بعدد من الخطوات العملية ,بالإضافة إلى المبادرات والدعم اللفظي, وفي مقدمتها إغلاق السفارات الإسرائيلية فورا وقطع أي علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل بالإضافة لتفعيل أحكام المقاطعة".
ولفت إلى أن سورية قررت بعد بدء العدوان مباشرة وقف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل إلى أجل غير مسمى بعد التشاور مع تركيا.
واعتبر الأسد أن مبادرة السلام العربية "بحكم الميتة أصلا, فكلما قدمنا مزيدا من التنازلات أمعنت إسرائيل في غطرستها, وإذا كنا نطالب بسحبها فهي سحبت وقتلت من قبل إسرائيل منذ إطلاقها, وما بقي علينا كعرب هو أن ننقل سجل هذه المبادرة من سجل الأحياء إلى سجل الأموات".
وأقرت الدول العربية مبادرة السلام مع إسرائيل في عام 2002, إلا أن إسرائيل رفضت هذه المبادرة منذ إطلاقها, ولم يحدث أي تقدم في هذا الملف حتى الآن.
وطالب الأسد بـ"الوقوف إلى جانب أهل غزة والمقاومة فيها رسميا وشعبيا, ماديا ومعنويا, وبكل الوسائل دون استثناء لدعم صمودهم وخاصة فتح المعابر أمام المساعدات والأفراد والإغاثة فورا".
وأعرب عن دعمه لفكرة "إحداث صندوق من اجل إعادة إعمار قطاع غزة مع الدعوة لمؤتمر دولي لهذه الغاية, إضافة إلى اتخاذ إجراءات قانونية لمحاسبة إسرائيل وقادتها رغم عدم ثقتنا بعدم عدالة الجهات الدولية المعنية".
وأضاف أن "هذه الخطوات ستبقى ضعيفة ويجب رفع الحصار لتنجح هذه المقترحات بحدها الأقصى , لأن فك الحصار هو المفتاح لاستمرار الصمود وحماية الأطفال", لافتا إلى أن "وقوف الشقيق إلى جانب شقيقه مؤثر إلى حد كبير, فهو الذي يمده بأسباب المنعة والقوة, أما إبقاء الحصار فهو كمن يمنع الهواء والغذاء والدواء عن جريح يقاوم الموت ويمنع الآخرين من تقديم العون له, فهو حصار ظالم لن يغفره الله ولن تغفره الشعوب".
وكانت كثير من الدول العربية والأجنبية والمظاهرات طالبت مصر بفتح معبر رفح مع قطاع غزة وإدخال المساعدات, إلا أن مصر اعتبرت فتح هذا المعبر مخالفا للقانون الدولي بسبب وجود اتفاقية مع إسرائيل.
وقال الأسد "سنحرص أن يتذكر أبناؤنا أيضا مجازر غزة, وسنخبئ لهم صور أطفال غزة وجراحهم ودمائهم, وسنعلمهم أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وأن العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم, وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة".
وأكد أن "ما يرتكبه الإسرائيليون من جرائم حرب لن ينتج لهم سوى أجيالا عربية قادمة أشد عداء لإسرائيل, وهذا يعني بالمعادلة الواقعية أنه مع كل طفل عربي يقتل يولد مقابله عشرات المقاومين, وهذا يعني أيضا أنهم يحفرون بأيديهم قبورا لأبنائهم وأحفادهم, ولديهم الخيار اليوم ليزرعوا ما يشاؤون للمستقبل, خيرا أو شرا, ولكن لن يكون لهم الخيار في تحديد نوع الحصاد, لقد زرعوا الدماء ولن يحصدوا غيرها".

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق